إلى المحتوى الرئيسي

"لا قيمة لأي شيء، بدون السلام"

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس يشرح كيف يمكن لروضة أطفال في معسكر ثوار سابق أن تصبح رمزا للسلام.

04.10.2019
وزير الخارجية هايكو ماس في زيارة إلى إيكونونزو في كولومبيا
وزير الخارجية هايكو ماس في زيارة إلى إيكونونزو في كولومبيا © dpa

تسعى جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى إيجاد حلول بعيدة عن العنف للأزمات في مختلف أنحاء العالم. خير مثال على هذه السياسة تجسده كلمة وزير الخارجية هايكو ماس لمناسبة يوم قوات حفظ السلام 2019. هنا بعض المقتطفات.

"منذ سبع سنوات نحتفل كحومة اتحادية بيوم قوات حفظ السلام. ومع كل ما يحدث ويتطور في هذه الأيام، فإننا لم ننجح حتى الآن في أمر واحد: وهو إيجاد مصطلح ألماني لكلمة "قوات حفظ السلام" Peacekeeper

ربما أيضا، حضرات السيدات والسادة المحترمين، لأن السلام بالنسبة لغالبيتنا هنا في ألمانيا قد تحول منذ زمن بعيد إلى مصطلح تجريدي. إلى أمر بديهي، مفروغ منه. من أجل الإحساس بما يعنيه السلام حقا، يجب أن يذهب المرء إلى هناك، حيث يكون هؤلاء يوميا في خضم العمليات، من أجل السلام.

لهذا السبب أريد أن أحدثكم عن مكان، لن أنساه بسرعة. إنه يقع على بعد ثلاثة أرباع الساعة بالهيلوكوبتر عن بوغوتا، في مكان ما بين السهول الخضراء في جبال الأنديز الكولومبية. هناك قمت بزيارة معسكر لإعادة تأهيل مقاتلي قوات كولومبيا الثورية "فارك" FARC السابقين. رجال ونساء، كانت حياتهم اليومية على مدى سنوات طويلة مجرد حروب ومعارك وهروب، وعنف وعنف مضاد.

وحدها الطبيعة مازالت قاسية: نظرة إلى إيكونونزو في مناطق ثوار كولومبيا السابقة.
وحدها الطبيعة مازالت قاسية: نظرة إلى إيكونونزو في مناطق ثوار كولومبيا السابقة. © dpa

وفي معرض الجواب على السؤال عن سبب قرارهم بوضع أسلحتهم جانبا وإسكاتها، قبل ثلاث سنوات، أشار أحد هؤلاء المقاتلين إلى كوخ في المعسكر. لقد كان روضة الأطفال. وبالفعل كان المعسكر مليئا بالأطفال، وكانت غالبيتهم دون سن ثلاث سنوات.

أثار السلام بين مقاتلي FARC في كولومبيا انفجارا حقيقيا في الولادات. النساء اللواتي شاركن هناك في المعارك لم يكن مسموح لهن إنجاب الأطفال، لأن المعسكرات التي تم تشييدها، كانت كان يتم هجرانها بعد يومين، من أجل تشييد معسكرات أخرى، للحيلولة دون أن ينكشف أمر وموقع الثوار. ولكن فجأة ظهر بصيص أمل في المستقبل لهؤلاء الناس الذين وضعوا أسلحتهم جانبا قبل ثلاث سنوات. وبرز الشعور والرغبة في تكوين أسرة.

وزير الخارجية هايكو ماس في دار الحضانة في معسكر سابق لمقاتلي الجيش الثوري FARC
وزير الخارجية هايكو ماس في دار الحضانة في معسكر سابق لمقاتلي الجيش الثوري FARC © dpa

أنا شخصيا رأيت في هذه المشاهد أن السلام هو كل شيء، إلا التجريدية. السلام هو الأساس لكل شيء آخر: للتنمية، والرخاء والازدهار، وأيضا لتحقيق الذات.

أو، كما قال فيلي برانت: السلام ليس كل شيء، ولكن بدونه لا قيمة لأي شيء".

اقرأ هنا الكلمة بالكامل

You would like to receive regular information about Germany?
Subscribe here: