ألمانيا تَعُد الأشجار
كم شجرة يوجد في ألمانيا؟ من خلال مشروع بحث شامل، أشبه بعملية جرد وإحصاء للغابات، تحاول الحكومة الألمانية الاتحادية الإجابة على هذا السؤال.
الغابات الألمانية – أسطورة الأدب: الحكايات والأغاني والأشعار تأتي دوما على ذكرها. تبقى الغابة في ألمانيا ملجأ طبيعيا للجميع، ولكنها يجب أن تقوم اليوم بوظائف أخرى: حماية المناخ، توفير الراحة والاستجمام، تقديم مواد أولية من أجل الطاقة. تغطي الغابات حوالي ثلث مساحة البلاد. وتقدم التقارير السنوية القائمة على العينات العشوائية معلومات آنية حول أعداد الأشجار وأوضاعها الصحية (تصل نسبة الأشجار الظاهر عليها المرض حاليا إلى حوالي 25%). أما الآن، فإن "عملية الجرد الاتحادية" للغابات سوف تقدم معلومات شاملة وكاملة: من التنوع العضوي، إلى كمية الخشب المتاحة، وحتى ميزان معالجة الغازات العادمة.
لهذا السبب قامت في العام 2012 عشرات الفرق من الخبراء بمسح الغابات الألمانية من شواطئ بحر الشمال حتى جبال الألب، ومن مناطق آيفل حتى مناطق "سويسرة زاكسن". مهمة هذه الفرق: إحصاء الأشجار. تسلح خبراء الغابات بأجهزة الملاحة GPS وأجهزة كومبيوتر لوحية Tablett وأجهزة قياس المسافات العاملة بالأشعة والليزر. وقد تم تقسيم ألمانيا إلى مربعات طول ضلع الواحد منها أربعة كيلومتر، من أجل تسهيل هذه المهمة الجبارة. في كل من هذه المربعات تم تسجيل كافة الأشجار المتواجدة في أربع مواقع قياس. وقد بلغ العدد الإجمالي لمواقع التسجيل 60000 موقعا. في آخر عملية جرد للغابات الألمانية، تم إحصاء حوالي 400000 شجرة. وانطلاقا من 400000 شجرة يمكن احتساب العدد الإجمالي للأشجار في ألمانيا الذي وصل إلى أكثر من مليار شجرة، وقد كان هذا هو العدد التقديري في مطلع الألفية الجديدة. هل بقي هذا العدد الهائل على حاله، رغم تضاعف استهلاك خشب الحطب خلال السنوات العشر الأخيرة في ألمانيا؟ تتم حاليا معالجة النتائج التي توصل إليها الخبراء، من أجل الوصول إلى العدد النهائي. ومن المتوقع أن تصدر النتائج النهائية لعملية جرد وإحصاء الغابات الألمانية في مطلع العام 2015.
بعيدا عن الإحصاءات والأرقام يذكر الألمان دوما جملة أول رئيس للجمهورية الاتحادية، تيودور هويس: "الشجرة هي كلمة صغيرة، ولكنها تخفي كما هائلا من الحكايات والمعجزات"
© www.deutschland.de
