لذةٌ من دون صداع

والآن حتى النبيذ أيضًا. تتصدَّر الجعّةُ الخاليةُ من الكحول المشهدَ في ألمانيا بالفعل منذُ مدة، لكن أنواع النبيذ الخالية من الكحول تكتسبُ هي الأخرى شعبيةً متزايدةً. في يونيو/حزيران 2025، قال إرنست بوشر، المتحدثُ باسم معهد النبيذ الألمانيّ، لإذاعة ڨيستدويتشر روندفونك (WDR): "أتوقَّعُ أن كلَ مصنع للنبيذ سيوفر نوعًا خاليًا من الكحول خلال بضع سنوات".  

ويضيف بأن هناك ما يكفي من المستهلكين، وكذلك لأن الشباب باتوا يتنازلون بشكلٍ متزايد عن تناول الكحول. وبحسب المركز الاتحادي للتثقيف الصحي، ما يزال 38.8% فقط من الرجال في مقابل 18.2% من النساء من الألمان ممن تتراوح أعمارُهم بين 18 و25 عامًا يشربون الكحولَ مرةً واحدةً على الأقل في الأسبوع؛ وهذه الأرقام هي الأدنى منذ بدء عمليات الاستقصاء في عام 1973.  

 لماذا يتراجع الألمانُ عن شرب الكحول؟ 

تتسّم أسبابُ انخفاض استهلاك الكحول بالتنوُّع. يشير المُؤلِّفُ العلميُّ الألمانيُّ الهولنديُّ باس كاست، على سبيل المثال، إلى التوجُّه الحالي نحو تعزيز اللياقة البدنية والوعي الغذائيّ والصحيّ المتزايد. وقد احتل كتابُه "لماذا لم أعد أشرب الكحول" مكانًا في قائمة الأعلى مبيعًا في ألمانيا. لكن زيادة المعروض من البدائل غير الكحولية يُسهِم أيضًا في هذا التوجُّه، كما هو الحال في المشروبات المخلوطة مثلاً. يقول بوشر -المتحدث باسم معهد النبيذ- عن عملية تصنيع النبيذ الخالي من الكحول: "لقد تعلَّمنا الكثيرَ في السنوات الأخيرة، وتحسَّنت الجودةُ بشكلٍ كبير". 

هل تُحقِّق المشروباتُ غيرُ الكحولية نجاحًا اقتصاديًّا؟

ارتفع مُعدَّل شراء النبيذ الخالي من الكحول بنسبة 86 في المائة في ألمانيا في عام 2024، مقارنةً بالعام الذي يسبقه، كما ارتفعت المبيعات بنسبة 68 في المائة. وما تزال حصةُ السوق من النبيذ الخالي من الكحول في ألمانيا 1.5 في المائة، وهي نسبة متواضعة. لكن ربما ستسير الأمورُ على نهج الجعّة نفسه، والتي ظل إصدارُها الخالي من الكحول لفترةٍ طويلةٍ منتجًا مُخصَّصًا لفئةٍ محدودة. واليوم يتوقَّع الخبراءُ أن يصبح واحدٌ من كل عشرة أنواع من الجعّة المُخمَّرة في ألمانيا خاليًا من الكحول.