إلى المحتوى الرئيسي

"واحدةٌ من أكثر صناعات الحانات العالمية تنوُّعًا وإثارة"

ثقافةُ الكوكتيل الإبداعية: مؤسِّسُ الحانات وابنُ مدينة كولونيا، إنديكا سيلفا، يتحدَّث عن صناعة الحانات الألمانية وتأثيراتها العالمية. 

يوهانس غوبلInterview: Johannes Göbel , 27.06.2025
إنديكا سيلفا: مُتخصِّصٌ في المشروبات الخاصة
إنديكا سيلفا: مُتخصِّصٌ في المشروبات الخاصة

سيد سيلفا، أنت من سريلانكا. ما الذي قادك إلى صناعة الحانات الألمانية؟
عندما أتيتُ إلى ألمانيا قبل 22 عامًا، كنتُ أرغبُ في مواصلة العمل في مهنتي الأصلية كمُدرِّب للتزلُّج على الماء وركوب الأمواج، لكن الفرص كانت محدودة. ولأنني شخصٌ مرحٌ ومنفتح، نصحتني عائلتي بالدخول في مجال الضيافة. بدأتُ العملَ في حجرة غسل الأطباق، لكنني تمكّنتُ بعد ذلك من خوض تدريبٍ عمليٍّ ومهنيّ لأكون موظفًا في فندق، وكان التدريبُ في فندق خمس نجوم في كولونيا. عملتُ كذلك في بار الفندق، وأصبحتُ متحمسًا لمهنة النادل المليئة بالإبداع. وواصلتُ الارتقاءَ بمؤهلاتي، وشاركتُ بنجاح في البطولات الألمانية والعالمية، وفي عام 2016 افتتحتُ أولَ حانةٍ لي، باسم تودي تابر "Toddy Tapper"، في كولونيا. أساسُ عملنا هو مشروب العَرَق الروحي، الذي تُشتهر به سيريلانكا، فضلاً عن العديد من النكهات من بلدي الأم. وما يزال هذا الأمر يحظى بقبولٍ كبيرٍ لدى الضيوف. 

لم يعد الاعتمادُ على تأثير المشروبات الروحية كافيًا.
إنديكا سيلفا، مالك حانة في كولونيا

ما الذي يختلف في الحانات الألمانية اليوم عمَّا كانت عليه قبل 10 أعوام أو 20 عامًا؟
شهدت السنواتُ الأخيرة تطوُّرًا ملحوظًا في الإبداع؛ حيث بات المزيدُ من روَّاد الأعمال يفتحون حاناتهم الخاصة، ويُضفون عليها لمساتٍ فريدة. واكتسبت التأثيراتُ العالمية حضورًا طاغيًا. كما أصبح فنُ ابتكار الكوكتيلات أكثر تعقيدًا: لم يعد الاعتمادُ على تأثير المشروبات الروحية كافيًا. بل يجب إبراز تنوُّع النكهات بطريقةٍ إبداعية. على سبيل المثال، اِفتتحتُ -قبل عام- مع زميلٍ لي حانةً أخرى باسم زيست أند سبايس "Zest and Spice"، حيث يمكن لضيوفنا الجمع بين النكهات المرتبطة بألوانٍ مُحدَّدة. وهنا تحظى التجربةُ الحسيةُ بالأولوية. أستطيعُ القول إنَّ ألمانيا باتت تضم اليوم واحدةً من أكثر صناعات الحانات العالمية تنوُّعًا وإثارةً، ليس فقط في مدنٍ كبرى، مثل كولونيا وفرانكفورت وهامبورغ وبرلين، بل حتى في مدنٍ صغيرةٍ وملهمةٍ مثل بامبيرغ. 

ما التوجُّهات الأخرى الموجودة في هذه الصناعة؟
أصبح هناك إقبالٌ متزايدٌ على المشروبات غير الكحولية أو الكوكتيلات التي تحتوي على قدرٍ ضئيلٍ نسبيًّا من الكحول. ويتماشى هذا مع التوجُّه نحو أسلوب حياة صحي، حيث يوجد طلبٌ كبيرٌ على المُكوِّنات عالية الجودة، خاصةً من البلدان الآسيوية. أُقدِّمُ مع شركائي التجاريين أيضًا "كوكتيلاتٍ مُعلَّبةً" مخلوطةً مسبقًا للبيع بالتجزئة. لقد تغيَّرت ثقافةُ الشرب بشكلٍ كبير بسبب جائحة كورونا؛ حيث أصبح الناسُ يشربون الكوكتيلات في المنزل أكثر من ذي قبل، كما أن العديدَ من أصحاب المطاعم -الذين يُعانون من نقصٍ في الكوادر المؤهَّلة- يعتمدون أيضًا على هذا الخيار.